للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكثر استعمال رأى في الكلام حتى قالوا: أريت يا رجل؟ وهم يريدون همزة الاستفهام, قال الشاعر: [الخفيف]

صاح هل ريت أو سمعت براعٍ ... رد في الضرع ما قرى في الحلاب

وقالوا: را, فجاؤوا بها على حرفين, وزنهما فل؛ لأنها فاء الفعل ولامه, قال الشاعر: [الوافر]

ومن را مثل معدان بن ليلى ... إذا ما النسع جال على المطيه

وقالت هند بنة عتبة: [مجزوء الكامل]

من عاين الأخوين كالـ ... ـغصنين أم من راهما

وأصل رقأ الدم الهمز, ولزمه تخفيفه في هذا البيت, وإذا كان التخفيف والحذف في القافية فهو أحسن منه في حشو البيت؛ لأن القوافي مواضع الحذف؛ ألا ترى أنهم يخففون المشدد في القوافي المقيدة ولا يتهيبون ذلك, وهو كثير جدًا, وتخفيفه على ثلاثة (١٢٥/أ) أضربٍ: منه ما يحدف منه حرف متحرك لا غير, كما قال الشاعر: [الرمل]

سألتني جارتي عن أمتي ... وكذا من عي بالأمر سأل

سألتني عن أناسٍ هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل

أنشد الناس ولا أنشدهم ... إنما ينشد من كان أضل

فهذا حذف لام أضل الآخرة.

ومنه ما يحذف منه حرف متحرك وتنوين, كقول امرئ القيس: [المتقارب]

<<  <   >  >>