إذا ركبوا الخيل واستلأموا ... تحرقت الأرض واليوم قر
ومنه ما يحذف منه حرف متحرك وياء, كقول لبيدٍ: [الرمل]
يلمس الأحلاس في منزله ... بيديه كاليهودي المصل
أراد المصلي. وقد جاء حذف رابع هو أشد من هذه الضروب, وهو أن يحذف المتحرك وألف بعده, كما قال: [الرمل]
وقبيل من لكيزٍ حاضر ... رهط مرجومٍ ورهط ابن المعل
وقال جرير في همز رقأ الدمع: [الطويل]
بكى دوبل لا أرقأ الله دمعه ... ألا إنما يبكي من الذل دوبل
وإنما سهل عليهم التخفيف أنهم يقفون على آخر الكلمة فيسكنونه, فإذا كان ما قبل الهمزة مفتوحًا جعلوها ألفًا, فقالوا في رقأ: رقا, وإذا كان ما قبلها مكسورًا جعلوها ياءً, فقالوا في يرقئ, يرقي, وفي راقئٍ: راقٍ.
والمعنى أن هذه المرأة ترى كل جفنٍ رآها باكيًا غير جفنها فهي لا ترثي لأحدٍ.
وقوله:
أنت منا فتنت نفسك لكنـ ... نك عوفيت من ضنى واشتياق
قوله: أنت منا؛ أي: أنت عاشقة نفسك, فقد ساويت غيرك في محبتك؛ إلا أنك معافاة من ضنى المحبين, وشوقهم إليك, وفتنت نفسك؛ أي: أحللت بها فتنةً, وأصل الفتن: قلب الشيء عما هو عليه.