والآخر: أن تكون اسمًا في معنى الذي أو في معنى نكرة, وتكون هو بعدها مضمرةً. وإذا كان نكرة فمعناها: جسيم شيء هوطلبي. والجسيم: أصله ما شغل الأماكن, ثم قالوا لكن أمرٍ عظيم: جسيم وإن لم يكن له شخص.
وقوله:
وما بلغت مشيتها الليالي ... ولا سارت وفي يدها زمامي
يقول: ما بلغت الليالي ما شاءته في. يقال: شاء الرجل الشيء يشاؤه إذا أراده, وأشاءه إليه غيره إذا ألجأه, وفي كلام بعض الأعراب: إن الذي أشاءني إليكم كذا وكذا؛ أي ألجأني وأحوجني, فأما قول ثعلبة بن صعيرٍ:[الكامل]
ومغيرةٍ سوم الجراد وزعتها ... عند الصباح بشيئانٍ ضامر
يعني بالشيئان: فرسًا, كأنه قلب شأي يشأي؛ أي سبق فقال: شاء. ويجب أن يكون المضارع: شاء يشوء, وبنى الكلمة على فيعلانٍ؛ كقولهم: تيجان وهيبان. والأصل: شيؤان فادغم, وقلب الواو إلى الياء, كما قالوا: ميت وهو من المت. والقافية من المتواتر.
[ومن التي أولها]
نرى عظمًا بالصد والبين أعظم ... ونتهم الواشين والدمع منهم