للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوصف بالمشي, كأنها تسوقه, ثم قيل: ساق الشجرة؛ لأنها تقوم عليها تشبيهًا بالساق من سوق الحيوان. وأوت إليها: أي: رجعت من: أويت إلى المنزل؛ أي: رجعت.

وقوله:

ولى وكل مخالمٍ ومنادمٍ ... بعد اللزوم مشيع ومودع

قوله: ولى الشيء: إذا أخذ في النقصان, وولى الميت: إذا ذهب؛ مأخوذ من قولهم: ولاهم ظهره: إذا انصرف عنهم, ثم كثر ذلك, حتى قالوا لكل ما ذهب وأخذ في نقصٍ: ولى؛ فيقولون: ولى الربيع: إذا قارب الفراغ, وولى مال فلانٍ: إذا نقص. والمخالم: مثل المصادق, والخلم: الصديق, وربما سموا كناس الظبية خلمًا؛ لأنها تألفه, فكأنه لها صديق.

وقوله:

قد كان أسرع فارسٍ في طعنةٍ ... فرسًا ولكن المنية أسرع

نصب فرسٍ هاهنا على التمييز, والمعنى: كان أسرع فارسٍ فرسًا في طعنةٍ, ولا يحسن أن يكون فرس منصوبًا بالطعنة؛ لأن الرجل إنما يمدح بطعنه الفارس لا فرسه.

[ومن بيتين أولهما]

بلا تستوي والورد والورد دونها ... إذا ما جرى فيك الرحيق المشعشع

وهما من الطويل الثاني على رأي الخليل, ومن السحل الأول على رأي غيره.

هذا البيت متعلق بالذي يروى للأعرج المعني, وكان أبو الطيب رآه في «كتاب الخيل» لأبي عبيدة, وهو قوله: [الطويل]

تلوم على أن أمنح الورد لقحةً ... وما تستوي والورد ساعة نفزع

<<  <   >  >>