للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن أبيات أولها]

تجف الأرض من هذا الرباب ... ويخلق ما كساها من ثياب

وهي في وزن ما قبلها. يقال: جف الثوب يجف, بكسر الجيم, وهي اللغة العالية, وحكى الكسائي: جف يجف, يقال على اللغة الأولى: جففت يا ثوب, وعلى اللغة الثانية جففت. والرباب: سحاب دون السحاب الأعلى. قال الشاعر: [المتقارب]

كأن الرباب دوين السحاب ... نعام يعلق بالأرجل

ويقال: خلق الثوب وأخلق.

وقوله:

تسايرك السواري والغوادي ... مسايرة الأحباء الطراب

السواري: السحب التي تمطر بالليل؛ لأن السرى مخصوص بها المسير في الليالي دون الأيام, والغوادي ما غدا من السحب. وكأن السير كلمة عامة والسرى كلمة مخصوصة.

وقد استعمل أبو الطيب السير هاهنا لسواري السحب, وقوى ذلك أنه أشرك معها الغوادي, إلا أنه غير الممتنع أن يقال ساروا ليلًا, كما يقال: سروا.

والأحباء: جمع حبيبٍ, وهو جمع قليل على رأي أبي زيد, ولم يذكره النحويون في أبنية الجموع القليلة, فأما الأحبة فجمع قليل بلا اختلاف, والطراب جمع طرب, وهو الذي تأخذه خفة من الفرح أو الحزن.

<<  <   >  >>