أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل ... دعا فلباه قبل الركب والإبل
وزنها من البسيط الأول.
يقول: دعا دمعي الطلل, وهو ما شخص من آثار الديار؛ فأجابه قبل أن يجيبه الركب والإبل؛ يريد أن دمعه سبق قبل أن يقف به الركب.
وقوله:
ظللت بين أصيحابي أكفكفه ... وظل يسفح بين العذر والعذل
يقال: ظللت أفعل كذا إذا فعله بالنهار, وكفكف الرجل دمعه وغيره إذا حبسه, ويقال: سفح الدمع وسفحه غيره إذا أساله, قال كثير:[الطويل]
لعزة هاج القلب فالدمع سافح ... مغانٍ عفت منها مبين وماصح
ويقال: سفح الرجل الدم إذا سفكه, وكذلك سفح الماء من المزادة, وقيل: إنما سمي السفاح سفاحًا لأنه أراق ما كان معه من الماء, وقال لأصحابه: إن لم تردوا ماء الكلاب وإلا متم عطشًا؛ فسمي السفاح, وافتخر به الأخطل فقال:[الكامل]
فأخوهما السفاح ظمأ خيله ... حتى وردن جبا الكلاب نهالا
وأبو العباس السفاح من بني العباس: سمي بذلك لأن أصحابه سفحوا الدماء.
وقوله:
أشكو النوى ولهم من عبرتي عجب ... كذاك كانت وما أشكو سوى الكلل