للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن التي أولها]

أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل ... دعا فلباه قبل الركب والإبل

وزنها من البسيط الأول.

يقول: دعا دمعي الطلل, وهو ما شخص من آثار الديار؛ فأجابه قبل أن يجيبه الركب والإبل؛ يريد أن دمعه سبق قبل أن يقف به الركب.

وقوله:

ظللت بين أصيحابي أكفكفه ... وظل يسفح بين العذر والعذل

يقال: ظللت أفعل كذا إذا فعله بالنهار, وكفكف الرجل دمعه وغيره إذا حبسه, ويقال: سفح الدمع وسفحه غيره إذا أساله, قال كثير: [الطويل]

لعزة هاج القلب فالدمع سافح ... مغانٍ عفت منها مبين وماصح

ويقال: سفح الرجل الدم إذا سفكه, وكذلك سفح الماء من المزادة, وقيل: إنما سمي السفاح سفاحًا لأنه أراق ما كان معه من الماء, وقال لأصحابه: إن لم تردوا ماء الكلاب وإلا متم عطشًا؛ فسمي السفاح, وافتخر به الأخطل فقال: [الكامل]

فأخوهما السفاح ظمأ خيله ... حتى وردن جبا الكلاب نهالا

وأبو العباس السفاح من بني العباس: سمي بذلك لأن أصحابه سفحوا الدماء.

وقوله:

أشكو النوى ولهم من عبرتي عجب ... كذاك كانت وما أشكو سوى الكلل

<<  <   >  >>