بم التعلل لا أهل ولا وطن ... ولا نديم ولا كأس ولا سكن
الوزن من أول البسيط.
قوله:
أريد من زمني ذا أن يبلغني ... ما ليس يبلغه من نفسه الزمن
جرى في هذا البيت على عادته من المبالغة, وجعل الزمان كأنه عاقل يريد لنفسه الخير.
وذهب أبو الفتح ابن جني رحمه الله إلى معنى حسنٍ, ويجوز أن يكون الشاعر لم يذهب إليه, وذلك أنه ذهب إلى أن الزمان كالذي يعقل, فيختار أن يكون كلها ربيعاً؛ لأنه زمان طيب يظهر فيه من الزهر والرياض والريا الأرجة ما لا يظهر في غيره من الأزمنة.
وقوله:
لا تلق دهرك إلا غير مكترثٍ ... ما دام يصحب فيه روحك البدن
اكثرت: افتعل من قولهم: كرثه الأمر إذا شق عليه. قال رجل من قريش:[الكامل]
منع الرقاد فما ينام الحارث ... سقم ألم به وهم كارث
وجاء في شعر الصنوبري: شهر كريث بالثاء في معنى كريتٍ؛ فيقال إنه صحفه, ويجوز أن يكون ذهب إلى أن كريثاً في معنى كارثٍ؛ كما قالوا: عالم وعليم, وراحم ورحيم, فزعم أن الشهر شديد شاق عليه.
وقوله:
تحملوا حملتكم كل ناجيةٍ ... فكل بين علي اليوم مؤتمن
كأنه دعا لنفسه بأن يتحملوا عنه وتحملهم النواجي من الإبل؛ أي السراع, وهذا ضد ما ذكره في قوله:[الكامل]