للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن أبيات أولها]

ظلم لذا اليوم وصف قبل رؤيته ... لا يصدق الوصف حتى يصدق النظر

وهي من البسيط الأول.

قوله:

فكنت أشهد مختص وأغيبه ... معاينًا وعياني كله خبر

هذا كلام يحمل على المجاز؛ لأنه ادعى أنه شاهد غائب, وهاتان الحالان لا تجتمعان, إلا أنه يحمل على أنه حضر ذلك اليوم, فكان بحضورة شاهدًا, ولم يعابن سيف الدولة, فكان كأنه غائب. ثم ذكر أنه معاين وعيانه خبر, كأنه إذا سمع خبرًا صحيحًا قام ذلك له مقام العيان. وقولهم: عاين كذا أصله أن يكون من فعل اثنين, فيقال: عاين فلان فلانًا؛ إذا رأى كل واحدٍ منهما الآخر بعينه. ويمكن أن يكون مأخوذًا من عين الشيء, وهو حقيقته, إلا أن أصل الباب في هذه اللفظة لعين النظر, ثم قالوا: عاين فلان البلد: إذا رآه بعينه, وكان البلد قريبًا منه بمنزلة الرجل الذي يعاينه.

وقوله:

وقد تبدلها بالقوم غيرهم ... لكي تجم رؤوس القوم والقصر

يقول: تنقل سيوفك من قومٍ إلى قوم ليكثر القوم الذين أوقعت بهم, وأنت مشغول بسواهم لتجم رؤوس القوم؛ أي: تكثر. يقال: جم الشيء يجم إذا كثر. وأكثر ما يستعملون ضم الجيم في البئر وما كان من المياه. والقصر جمع قصرةٍ, وهي أصل العنق, ومنه قولهم لأصول الشجر: قصر, وقرأ بعضهم: {إنها ترمي بشررٍ كالقصر} بفتح الصاد.

وقوله:

تشبيه جودك بالأمطار عاديةً ... جود لكفك ثانٍ ناله المطر

<<  <   >  >>