للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤدي معنى انفراد سيف الدولة بهذا الداء إذا جعلت الفاء جوابًا لإذا. والذين رووا أذى داءٍ أقرب إلى الإصابة؛ لأنه يحمل على أنه أراد هذا أذى, ويجوز أن يقول أصحاب هذه الرواية: إن الهمزة للنداء, والمعنى: ياذا اداءٍ؛ أي: أنت يا سيف الدولة صاحب هذا الداء.

وقوله:

بسيف الدولة الوضاء تمسي ... جفوني تحت شمسٍ ما تغيب

يقال: وضيء ووضاء, كما يقال: كريم وكرام, قال الشاعر: [الكامل]

والمرء تلحقه بأسباب العلى ... شيم الكريم وليس بالوضاء

[ومن التي أولها]

بغيرك راعيًا عبث الذئاب ... وغيرك صارمًا ثلم الضراب

وهي في الوزن كالتي قبلها, وقافيتها من المتواتر. يجوز أن يكون نصب راعٍ وصارمٍ على التمييز, وعلى الحال. والصارم: القاطع, وكل صرمٍ قطع.

وقوله:

وتملك أنفس الثقلين طرًا ... فكيف تحوز أنفسها كلاب

الثقلان: يراد بهما الإنس والجنس, ولو تؤول أنهما العرب والعجم لكان ذلك وجهًا؛ لأن الجن لا يظهرون للإنس, فأما الثقلان اللذان في الحديث فتفسيرهما معهما, وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «أترك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي» , وإنما ذلك مأخوذ من ثقل الرجل الذي هو

<<  <   >  >>