زعم أن نفسه تلتذ بالشيء الذي يراه غيرها شدة وألما. وقد بين هذا في قوله:[الوافر]
فإني استريح بذي وهذا ... وأتعب في الإناخة والمقام
وقوله:
وقت يضيع وعمر ليت مدته ... في غير أمته من سالف الأمم
زعم أن عمره ضائع لأنه لا ينال فيه ما يلتمس, وتمنى أن يكون عمره ذهب بين السالف من الأمم؛ لأنه يذهب إلى أنهم أفضل من الجيل الذي هو فيه.
وقوله:
أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم
يقول: إن المتقدمين جاؤوا الزمن وهو شاب فسرهم وفعل معهم ما يريدون. وذكر أنه جاء وقد هرم الزمان فلم يحسن المعاملة معه. وقد بدأ حبيب بن أوس بذكر هرم الزمان بقوله:[البسيط]
مجد رعى تلعات المجد وهو فتًى ... حتى أتى الدهر يمشي مشية الهرم
والقافية من المتراكب.
[ومن أبيات أولها]
يذكرني فاتكاً حلمه ... وشيء من الند فيه اسمه
الوزن من ثالث المتقارب والقافية من المتدارك.
يقال: إن وكيلًا لأبي الطيب دخل عليه ومعه ند عليه اسم فاتك فقال هذه الأبيات.
وأي فتى سلبتني المنو ... ن لم تدر ما ولدت أمه
يحتمل البيت دخول الواو في قوله: ولم تدر وسقوطها منه. يقول: إن أمه ولدت مولوداً له شأن عظيم لم تعرف مقداره؛ وهذا ضد ما قال البكري ربيعة بن ضبيعة:[الرجز]