ذكر محمد بن سعدٍ راوية أبي الطيب أنه رأى هذا البيت بخط أبي الفتح بن جني بكسر الطاء في اصطفاكا على قصر الممدود. والأشبه بأبي الطيب أن يكون قال: واصطفاك, وهو يريد فعلًا ماضيًا, كأنه قال: وقد فارقت دارك وقد اصطفاك الله سبحانه, وكان يذكر أنه سمعه يقول: ليس في شعري قصر ممدودٍ إلا قولي:
خذ من ثناي عليك ما أسطيعه ... لا تلزمني في الثناء الواجبا
وقافية هذه القصيدة من المتواتر, وهي الكاف وما بعدها, والقافية على رأي الخليل: من فاء اصطفاك إلى آخر البيت.
[ومن قطعة أولها]
نهني بصورٍ أم نهنئها بكا ... وقل الذي صور وأنت له لكا
وهي من ثاني الطويل.
خفف الهمز وهمز في مصراعٍ, ويجوز أن يكون اعتقد حذف همزة الاستفهام, كأنه قال: أنهنئ بصورٍ. وقد تجيء أم تخرج كلامًا من كلامٍ, وإن لم تسبقها همزة الاستفهام, مثل قوله تعالى: {الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون}. والمعنى: وقل الذي صور وأنت له أي من أصحابه, وكان بدر بن عمارٍ واليًا بصور من قبل محمد بن رائقٍ.
وقوله (١٣٥/أ):
وما صغر الأردن والساحل الذي ... حبيت به إلا إلى جنب قدركا
الأردن: الإقليم الرابع من أقاليم الشام, وهي خمسة أجنادٍ: جند قنسرين, وجند حمص, وجند جلق, وجند الأردن, وجند فلسطين. والأردن في اللغة: نعاس غالب, قال الراجز, أنشده ابن السكيت: [الرجز]
قد أخذتني نعسة أردن ... وموهب مبزٍ بها مصن