يقول: كن أيها السماح كلجة البحر, فسيف هذا الممدوح يؤمنه من أن يغرق؛ فادعى أن سيفه يؤمنه من كل الحوادث, وهذا إفراط في المبالغة ومضاء الحد. وقافية هذه الأبيات من المتراكب, وهي ثلاثة أحرف متحركة بعدها ساكن كقوله: غريق وفرقي, والقافية عند الخليل قوله: نلغرقيي وتلفرقي.
[ومن التي أولها]
ما للمروج الخضر والحدائق
وهي من رابع الرجز الذي يسمى المشطور.
المروج: جمع مرجٍ يراد به الأرض الواسعة, التي تمرج فيها الخيل بعضها مع بعضٍ, وهي من قولهم: أمر مريج؛ أي: مختلط؛ أي: مختلط, ومن قوله تعالى:{مرج البحرين يلتقيان} , وقال الشاعر:[الطويل]
وقد شهد الصفين عمرو بن مالكٍ ... فضاق عليه المرج والمرج واسع
وقالوا: مرج الدين إذا اضطرب واختلط.
وقوله:
يشكو خلاها كثرة العوائق
الخلا: ما تنبته الأرض من النبات قبل أن يأخذ في الجفوف, يقال: خليته أخليه خليًا.
يريد أن الشتاء اشتد برده فلم يطل هذا النبت؛ لأن القر منعه من ذلك, ويقال: عاقني عن الأمر وعاقني عنه إذا منعني منه, وأنشد أبو زيدٍ:[الوافر]