للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

إذا فل عزمي عن هدى خوف بعده ... فأبعد شيءٍ ممكن لم يجد عزما

يقول: إذا فل عزمي خوفي بعد المطلوب - وأبعد مما أطلب إذا بعد ممكن؛ أي قريب - لم يجد عزمًا في طلبه. وقوله: ممكن يدل على أن الميم في «مكان» أصليه, والأشبه بمكان أن يكون مفعلًا من الكون.

وقوله:

وإني لمن قوم كأن نفوسنا ... بها أنف أن تسكن اللحم والعظما

كان أبو الطيب له مذهب في أن يحمل الضمير على المعنى, كقوله في هذا البيت: كأن نفوسنا, ولو قال: كأن نفوسهم لرجع الضمير إلى قوم. وإذا قال: كأن نفوسنا فلم يرجع إلى قومٍ ضمير, وقد تردد نحو من هذا شعره, كقوله: [الكامل]

قوم تفرست المنايا فيكم ... فرأت لكم في الحرب صبر كرام

ولو قال: فيهم ولهم لكان ذلك أقرب إلى فهم السامع, وكأنه أراد بهذا القول: أنا نؤثر القتل لأن نفوسنا تأنف من سكناها العظم واللحم. والقافية من المتواتر.

[ومن بيتين أولهما]

إذا ما شربت الخمر صرفًا مهنأً ... شربنا الذي من مثله شرب الكرم

وزنهما من الطويل الأول.

يقول: إذا شربت الخمر شربنا الماء الذي شرب منه الكرم.

وأص الكرم: شجر العنب, والكرم شجر آخر تتخذ منه نصب السكاكين, وقد ذكره أبو حنيفة الدينوي في كتاب «النبات». وقافيتهما من المتواتر.

<<  <   >  >>