إذا فل عزمي عن هدى خوف بعده ... فأبعد شيءٍ ممكن لم يجد عزما
يقول: إذا فل عزمي خوفي بعد المطلوب - وأبعد مما أطلب إذا بعد ممكن؛ أي قريب - لم يجد عزمًا في طلبه. وقوله: ممكن يدل على أن الميم في «مكان» أصليه, والأشبه بمكان أن يكون مفعلًا من الكون.
وقوله:
وإني لمن قوم كأن نفوسنا ... بها أنف أن تسكن اللحم والعظما
كان أبو الطيب له مذهب في أن يحمل الضمير على المعنى, كقوله في هذا البيت: كأن نفوسنا, ولو قال: كأن نفوسهم لرجع الضمير إلى قوم. وإذا قال: كأن نفوسنا فلم يرجع إلى قومٍ ضمير, وقد تردد نحو من هذا شعره, كقوله:[الكامل]
قوم تفرست المنايا فيكم ... فرأت لكم في الحرب صبر كرام
ولو قال: فيهم ولهم لكان ذلك أقرب إلى فهم السامع, وكأنه أراد بهذا القول: أنا نؤثر القتل لأن نفوسنا تأنف من سكناها العظم واللحم. والقافية من المتواتر.
[ومن بيتين أولهما]
إذا ما شربت الخمر صرفًا مهنأً ... شربنا الذي من مثله شرب الكرم
وزنهما من الطويل الأول.
يقول: إذا شربت الخمر شربنا الماء الذي شرب منه الكرم.
وأص الكرم: شجر العنب, والكرم شجر آخر تتخذ منه نصب السكاكين, وقد ذكره أبو حنيفة الدينوي في كتاب «النبات». وقافيتهما من المتواتر.