بفقر الأنبياء صلى الله عليهم, ولهم الفضل الأعظم, فقال:[الكامل]
فقر كفقر الأنبياء وغربة ... وصبابة ليس البلاد بواحد
في الكتاب العزيز:{ووجدك عائلًا فأغنى} أي فقيرًا. وفي قصة موسى عليه السلام:{إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقير}.
وقوله:
ولكنني مستنصر بذبابه ... ومرتكب في كل حال به الغشما
الهاء في ذبابه راجعة إلى السيف؛ ولم يتقدم له ذكر؛ إلا أنه (٢٠٨/ب) معلوم عند السامع, وإنما قيل لطرف السيف: ذباب لأنه يذب به الأعداء؛ أي يطردون, وإنما يكون ذلك من قبل أن تقع الملاحمة؛ فإذا كان ذلك فالمضاربة بصدور السيوف.
وقيل: إنما قيل له: ذباب لأنه له حدة تزيد على حد السيف, فشبه بذباب العين وهو إنسانها أي أفضل ما فيها. وقيل: إنما قيل له: ذباب من قولهم: بقي عليه ذباب من دينٍ؛ أي شيء قليل منه؛ فكأن هذا الشيء طرف من السيف قليل.
وقوله:
وجاعله يوم اللقاء تحيتي ... وإلا فلست السيد البطل القرما
أصل التحية أن تكون «تفعلةً» من الحياة, فيجوز أن يريد أن أجعله حياتي في الحرب - وقد مضى الكلام على التحية, ونقلها من حالٍ إلى حال - فيجوز أن يعني أنه يحيي بالسيف نفسه كما يحييها بالشيء الطيب الرائحة. ويحتمل أن يكون أراد: إني أجعله كالتحية لمن أقابل كما قال القائل: [الوافر]