للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن أبيات أولها]

يا من رأيت الحليم وغدًا ... به وحر الملوك عبدا

وهي من البسيط السادس على رأي الخليل, ويلزم صاحب السحل أن يكون عنده من السحل الثاني أو من الطلق السادس. أصل الوغد من قولهم: وغد القوم؛ أي: خدمهم, وقيل لأن الهيثم الأعرابية أتقولين للعبد وغد؟ ! قالت ومن أوغد منه؟ وكأنهم لما كان أصل الوغد الخدمة سموا من يضعف جسمه أو عقله, أو يستهان به في بعض الأمور وغدًا. وقال بعض السلف كنت وغدًا يوم الكلاب؛ فهذا يحتمل غير وجهٍ, منها: أن يكون أراد صباه, وأنه لم يكن في حد الرجال, ويجوز أن يكون ضعف لعلة, أو كان ممن يخدم المقاتلة.

[ومن أبيات أولها]

أمن كل شيءٍ بلغت المرادا ... وفي كل شأوٍ شأوت العبادا

وهي من المتقارب الأول على رأي الخليل.

الشأو: الطلق, يقال: شاءه يشأه إذا سبقه, وقالوا في الماضي: شأوت وشأيت, وكأنهم يلزمون في المضارع يشأى كراهة أن يقولون: يشؤوا فيجمعوا بين الهمزة والواو.

والعباد: مثل العبيد, إلا أن العباد جمع على القياس. والعبيد اسم للجمع ليس بالمطرد, وهو مثل قولهم: كلب وكليب وضرس وضريس. وأما عباد الحيرة فجماعة من قبائل شتى دخلوا في دين المسيح (٤٥/ب) فكرهوا أن يقال لهم عبيد فيشابهوا في اللفظ من الرق عليه واقع فقالوا: نحن العباد, ولزمهم هذا الاسم. وقيل في النسب إليهم: عبادي؛ لأن هذا اللفظ صار كأنهم سموا به فأشبه قولهم في النسب إلى كلابٍ وإلى أنمارٍ أنماري.

<<  <   >  >>