للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن التي أولها]

منى كن لي أن البياض خضاب ... فيخفى بتبييض القرون شباب

وهي من ثالث الطويل عند الخليل, ومن ضروب السحل الأول عند غيره, وقافيتها من المتواتر.

يقال لذوائب الشعر: قرون, واحدها قرن, ويقال أيضًا لجانب الرأس: قرن, فإذا قالوا: شابت قرونه, فيجوز أن يعنوا بها الذوائب وجوانب الرأس, قال أبو دؤاد: [الخفيف]

ذاك أمر أبيته في شبابي ... ووليدًا وحين شابت قروني

ولو أن هذا الكلام في غير الشعر لكان أحسن من حذف الألف واللام من شبابٍ أن تثبتا فيه؛ لأنه مضاهٍ لقوله: المشيب, وكانت العرب في الجاهلية إذا اتفق لها مثل ذلك آثرت دخول لام التعريف, وإن قبح في السمع, وأكثر ما يجيء في شعر امرئ القيس, فمنه قوله: [الطويل]

فإن أمس مكروبًا فيا رب بهمةٍ ... كشفت إذا ما اسود وجه الجبان

(٢٧/أ): فقد أساءت الألف واللام حال الرنة عند السامع وآثرها قائل البيت على الحذف, ولو حذف لكان الحذف أحسن في الغريزة, ولكن دخول الألف واللام أثبت في تمكين اللفظ, وكذلك قوله, وذكر الفرس: [الطويل]

فلما أجن الشمس عني غؤورها ... نزلت إليه قائمًا بالحضيض

أدخل الألف واللام, وحذفهما أحسن في السمع.

<<  <   >  >>