للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ليالي عند البيض فوداي فتنة ... وفخر وذاك الفخر عندي عاب

ليالي: جمع على غير قياسٍ؛ لأن ليلةً وزنها فعلة فكان ينبغي إذا جمعت جمع التكسير أن يقال: ليال, مثل عيبةٍ وعياب, فلم يقولوا ذلك, وقالوا ليالٍ, وحكوا أنهم يقولون في التصغير: لييلية, فيجيئون بالياء كما جاؤوةا بها في الجمع. وحكوا الليايل في الجمع, وأنشدوا:

ولدنك والبدر بن عائشة التي ... أضاء ابنها مسحنككات الليايل

فهذا كأنه جمع ليلةٍ في وزن لينةٍ, فيجوز أن يكون قولهم ليالٍ مقلوبًا عن ليايل؛ لأن نقل الياء إلى آخر الكلمة أخف على اللسان, ومثل قولهم: ليايل مفقود في الجموع, ورأي النحويين أن تهمز الياء التي بعد الألف في مثل ليايل, وإذا جمعوا لبنًا قالوا: لبائن, فهمزوا أيضًا.

وكان سعيد بن مسعدة لا يرى الهمز إلا في ذوات الواو, واستدل على ذلك بقولهم: أوائل في جمع أول, فإن كانوا زادوا الياء في ليالٍ ولييليةٍ من غير قلبٍ فوزن ليالٍ فعالٍ, ووزن لييليةٍ فعيليه. وإن كانوا قلبوا ليالي عن ليايل فوزن ليالٍ فيالع؛ لأنهم جعلوا العين بعد اللام, ووزن ليلةٍ على هذا فيلة؛ لأن عينها ذهبت, وكذلك يقال في وزن ميت إذا خفف من ميتٍ وزنه فيل؛ لأن العين التي في قولهم: ميت ألقيت, وبقيت الياء الساكنة.

وحكى الفراء في «كتاب التصغير» كييكية في تصغير كيكةٍ, وهي البيضة, فهذا مثل قولهم: لييلية. وأضاف ليالي إلى الجملة التي بعدها, وذلك مطرد في أسماء الزمان.

<<  <   >  >>