للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال: لقيتك يوم عندك الأمير, وليلة أبوك راحل, وساعة سألك الحاجة فلان.

والفودان: جانبا الرأس, ومن ذلك قيل للعدلين: الفودان, ومنه قولهم في المقثل: «ما بال العلاوة بين الفودين» , يضرب ذلك مثلًا لمن سأل حاجةً صغيرة بعد كبيرة, ويقال: إن لبيد بن ربيعة دخل على معاوية فقال له: كم عطاؤك؟ فقال: ألفان وخمس مئة, فقال له معاوية: ما بال العلاوة بين الفودين؟ فقال لبيد: أموت وأترك لك الفودين والعلاوة, فرق له معاوية, وأجراه على رسمه, وخرج من عنده, فمات في سنته.

ويقال: عاب وعيب. وأصل عابٍ عند البصريين فعل عيب فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وحكي أن الفراء يجعل عابًا فعلًا, بسكون العين, كأنه يرى أن الياء قلبت من غير أن تكون مفتوحة, قال ضمرة بن ضمرة النهشلي:

أأصرها وبني عمي ساغب ... وكفاك من إبهٍ بذاك وعاب

الإبه: ما يستحيا منه.

وقوله: جلا اللون عن لونٍ هدى كل مسلكٍ ... كما انجاب عن ضوء النهار ضباب

اللون: يجوز رفعه ونصبه, فإذا رفع احتمل وجهين:

أحدهما أن يكون من قولهم: جلا القوم عن منازلهم, كأن الشباب ارتحل لما جاء المشيب, كما يقال: رحل بنو فلانٍ عن بني فلان, ويجوز أن يكون عن في مذهب قولهم: رحل فلان عن ضيقةٍ؛ أي: من أجلها, وتركت زيارتك عن غضبٍ؛ أي: من أجله.

<<  <   >  >>