يقول: إذا شبه جودك بالمطر فذلك جود منك عليه, ولو أمكنه الوزن لكان قوله: تشبيه الأمطار بجودك أولى في المنطق. وهذا المعنى ضد قوله في الأخرى:
وأنك لا تجود على جوادٍ ... هباتك أن يلقب بالجواد
لأنه جعله في هذا البيت غير جائدٍ على جواد بهذه الصفة, وجعله في البيت الأول قد جاد على المطر (٧٢/أ) لما شبه جوده به.
وقوله:
تكسب الشمس منك النور طالعةً ... كما تكسب منها نورها القمر
يقال: إن نور القمر من نور الشمس, وإنها تضيء لما فوقها من الكواكب وما تحتها؛ لأنها متوسطة, فوقها ثلاثة أفلاكٍ, وتحتها ثلاثة.
[ومن التي أولها]
طوال قنا تطاعنها قصار ... وقطرك في ندًى ووغًى بحار
وهي من الوافر الأول.
يقول للمدوح: طوال قنا تطاعن فرسانها قصار, وليس هذا وصفًا لها بالقصر, ولكنه يريد أنها وإن كانت طوالًا فهي قصيرة عند رماحه, ولولا مجيء النصف الثاني وتبيينه المراد بالنصف الأول لاحتمل أن يكون قوله طوال قنا خبر مبتدأٍ محذوف كأنه قال: هذه طوال قنًى, وذلك كثير جدًا, ومنه قول القطامي: