للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنتم طراثيث وذبان قفرةٍ ... وأضعف طير الأرض قدمًا ذبابها

[ومن أبيات أولها]

وأسود أما القلب منه فضيق ... نخيب وأما بطنه فرحيب

ووزن هذه الأبيات كوزن ما قبلها. الأسود يقع على الحيوان وغيره, إلا أنهم قل ما يقولون للفرس الأدهم: أسود, وقد جاء به الراعي فقال: [الطويل]

طوال الخدود ليس فيها علامة ... سوى قرحةٍ في كل وردٍ وأسودا

فأما الإبل فيقال فيها: ناقة دهماء وسوداء. قال حميد بن ثورٍ: [الطويل]

ودهماء منها كالسفينة نضجت ... به الحمل حتى زاد شهرًا عديدها

يعني ناقةً. وقال الراجز:

قد كنت متاحًا على زرودا ... وكنت أروي مئتين سودا

فاليوم لا أترك أن ذودا

يقال: إن السود من الإبل أكثرها شربًا, وأغزرها ألبانًا, ويقال في صفة الجبان: هو نخيب, وكأنهم يريدون بذلك خلوه من الخير والشجاعة؛ لأنهم يقولون: انتخبت الشيء؛ إذا أخذت خياره.

وقوله:

أعدت على مخصاه ثم تركته ... يتبع مني الشمس وهي تغيب

<<  <   >  >>