أيدري الربع أي دمٍ أراقا ... وأي قلوب هذا الركب شاقا
وهي من الوافر الأول.
وما عفت الرياح له محلا ... عفاه من حدا بهم وساقا
يقال: عفا المنزل: إذا درس, وعفاه غيره: إذا درسه, ويقال: على آثارهم العفاء؛ أي: الدروس, وقالوا في قول زهير:[الوافر]
تحمل أهلها منها فبانوا ... على آثار ما ذهب العفاء
قيل: العفاء الدروس, وقيل: التراب, والبيت المتقدم يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون النصف الآخر نعتًا لقوله: محلًا, والوجه الآخر أن يكون الشاعر لما قال: وما عفت الرياح له محلًا, أخبر عن الذي عفاه؛ فيكون المعنى محمولًا على قول أبي الشيص:[مجزوء الرجز]
ما فرق الأحباب بعـ ... ـد الله إلا الإبل
وما على ظهر غرا ... ب البين تطوى الرحل
ولا إذا صاح غرا ... ب في الديار احتملوا
وما غراب البين إلـ ... لا ناقة أو جمل
(١١٦/ب) فالنصف الآخر مبتدأ به, ولا موضع له من الإعراب؛ لأن الجمل إذا ابتدئ بها لم يحكم على مواضعها بنصبٍ ولا رفعٍ ولا خفضٍ.