في ينبي مخففةً من الهمزة وأخذت الكلمة من قولهم: أنبا الرجل بكذا إذا خبر به لكان ذلك وجهًا؛ إلا أن بعض الناس يرى تخفيف هذه الهمزة ضرورةً, والشقة: البعد.
وقوله:
إذا سرنا عن الفسطاط يومًا ... فلقني الفوارس والرجالا
في الفسطاط لغات يقال: فستاط وفستاط, وتجعل الطاء مكان التاء, فيقال: فسطاط وفسطاط, وحكي: فساط بتشديد السين وضم الفاء وكسرها. وقيل: إنما سميت مصر الفسطاط لأن أول جيش للمسلمين ضرب لرئيسه فسطاط هناك, فحدث من ذلك تسمية الموضع بهذا الاسم. ويقال: إن عمرو بن العاص لما عزل عن مصر ضرب فسطاطه قريبًا من فسطاط معاوية؛ فجعل يتزبع له تزبع التغيظ, ومعنى يتزبع: يقول ما لا يجمل مقال غضبان حقودٍ. والقافية من المتواتر.
[ومن التي أولها]
كدعواك كل يدعي صحة العقل ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
الوزن من الطويل الأول.
يقول: كل الناس يدعي أنه عاقل؛ لأن الإنسان لا يعلم بما فيه من جهل.
وقوله (١٧٥/أ):
لهنك: ذهب قوم إلى أن هذه الهاء بدل من همزة إنك لأن أصل هذه اللام أن تكون في أول الكلام, وهي لام توكيد, فكرهوا الجمع بينها وبين أن لأنهما توكيدان, فلما جعلوا الهمزة هاءً استحسنوا مجيء اللام. ويدل على أنها بدل من همزة إن مجيء اللام في الخبر, قال الشاعر:[الطويل]
لهنك من عبسيةٍ لوسيمة ... على هنواتٍ كاذبٍ من يقولها