للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأفصح الكذب, وهم ينقلون فعلًا إلى فعل كثيرًا, فيقولون: كبد وكبد, وكتف وكتف.

وقوله:

ومن خلقت عيناك بين جفونه ... أصاب الحدور السهل في المرتقى الصعب

الحدور: كل مكانٍ ينحدر فيه, فهو عندهم أسهل من الصعود؛ لأن الصعود شاقةً, ولذلك قالوا: تصعدني هذا الأمر إذا شق علي, ومنه قوله تعالى: {سأرهقه صعودًا} , وقال الهذلي: [الوافر]

وإن سيادة الأقوام فاعلم ... لها صعداء مطلبها طويل

وكلام أبي الطيب مؤد هذا المعني كأنه قال: أصاب الحدور السهل في الصعود, والصعود والحدور يستعملان على التأنيث, وذكر الحدور هاهنا؛ لأنه جعله كالنعت لمكان.

[ومن بيتين أولهما]

لعيني كل يومٍ منك حظ ... تحير منه في أمرٍ عجاب

وهما من الوافر الأول في قول الخليل, ومن السحل الرابع في قول غيره, وقافيتهما من المتواتر.

<<  <   >  >>