للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

مجلحةً لها أرض الأعادي ... وللسمر المناحر والجنوب

المجلحة: الجريئة المقدمة يقال: جلح الذئب إذا لج في الطلب, وجلحت السنة إذا اشتدت على القوم. وقد استعملوا ذلك في الإنس, فقالوا: رجل مجلح إذا ألح في الحاجة. وقال امرؤ القيس: [الوافر]

أرانا موضعين لحتم غيب ... ونخدع بالطعام وبالشراب

عصافير وذبان ودود ... وأجرأ من مجلحة الذئاب

وقوله: لها أرض الأعادي يحتمل أن يريد أنها تركض فيها, وتشغلها بحوافرها, فكأنها لها, أو يريد أن فرسانها يملكونها, فكأنها هي المالكة على معنى السعة والمجاز, كما يقولون: الخيل تعلم, والخيل تشهد؛ أي فوارس الخيل. وللسمر المناحر والجنوب, أي: تطعن بها فكأنها لها دون غيرها.

وقوله: فقرطها الأعنة راجعاتٍ ... فإن بعيد ما طلبت قريب

يقال: قرط الفرس عنانه إذا أرسله من يده حتى يصل إلى أذنه التي هي موضع القرط, أو يمد يده بالعنان حتى تصل إلى ذلك الموضع, والقرط في أسفل الأذن, والشنف في أعلاها؛ فلذلك كان التقريط هاهنا أولى من التشنيف.

وقوله:

أذا داء هفا بقراط عنه ... فلم يوجد لصاحبه ضريب؟

الناس يختلفون في إنشاد هذا البيت, وأصح ما يقال: أذا داء؛ أي: أهذا داء؟ ؟ وتكون الألف للتقرير أو الاستفهام الخالص؛ كأنه لما ذكر داء سيف الدولة, وأنه حب الحرب وشوقه إليها, قال: أهذا الداء داء لم يعرفه بقراط. فأما من يروي: إذا داء فلا وجه لروايته, على أنه

<<  <   >  >>