للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

فأبلغ حاسدي عليك أني ... كبا برق يحاول لي لحاقا

كبا: أي: عثر, وإنما ذلك للخيل, وغيرها من الحيوان, فاستعاره للبرق, وزعم أنه لا يلحق, وذلك من المبالغة التي تحيل الصدق إلى الكذب.

وقوله:

وهل تغني الرسائل في عدو ... إذا ما لم يطن ظبًى رقاقا

الظبى: جمع ظبيةٍ, وهي حد السيف, وقيل: ظبة السيف: طرفة, ويقال في الجمع: ظبون وظبين, قال الكميت (١١٩/أ): [الوافر]

يرى الراؤون في الشفرات منها ... كنار أبي الحباحب والظبينا

وقوله:

إذا ما الناس جربهم لبيب ... فإني قد أكلتهم وذاقا

هذا البيت في غاية المبالغة, وحسن اللفظ؛ لأن الإنسان إذا أكل الشيء فقد خبر منه ما لا يخبر غيره, فجعل الذين جربوا الناس كأنهم قد ذاقوا طعامًا تفرد بأكله.

والذوق: إنما يستعمل في الشيء القليل حتى إنه يقال: ذاقه بطرف لسانه, ويقال: ذاق القوس إذا مدها مدًا يسيرًا, قال الشماخ: [الطويل]

وذاق فأعطته من اللين جانبًا ... كفى, ولها أن تغرق السهم حاجز

وقوله:

يقصر عن يمينك كل بحرٍ ... وعما لم تلقه ما ألاقا

يقال: ألاق الشيء إذا أمسكه, وتلقه: يجوز أن تكون عائدةً على اليمين, وعلى الممدح, يقول: البحر يليق ماءه أي: يمسكه, ونوالك يقصر عنه ما ألاقه البحر. وقافية هذه القصيدة من المتواتر, وهو حرف متحرك بعده ساكن, فالقافية هاهنا القاف والألف على هذا القول. وعلى قول الخيل المتحرك الذي قبل الألف, ومعها القاف, والألف الثانية, والألف الأولى.

<<  <   >  >>