وقد يخفضون بحاشى, ويقال: إن الخفض فيها على معنى اللام, يقولون: فعلوا كذا وكذا وكذا حاشاي فيجيئون بالياء, والقياس يوجب أن يقولوا حاشاني, كما يقال: راعاني, وأنشد الفراء: [الكامل]
في عصبةٍ عبدوا الصليب تخشعًا ... حاشاي إني مسلم معذور
معذور: أي: مختون. ويباقى: يفاعل من البقاء؛ أي: إنه طويل المدة, تزول الأشياء وهو باقٍ.
وقوله:
ولكنا نداعب منك قومًا ... تراجعت القروم له حقاقا
يقال: لكنا ولكننا, كما يقال: إنا وإننا, وكأنا وكأننا. ونداعب من المداعبة, وهي الممازحة. والقرم: أصله في فحل الإبل, ثم وصف به الرجل الرئيس. والحقاق: جمع حق, وهو الذي قد وفى ثلاث سنين, ودخل في الرابعة, قال الشاعر: [الوافر]
وأرسل مهملًا جذعًا وحقًا ... بلا جحد النبات ولا جديب
وإنما قيل له: حق؛ لأنه قد استحق أن يحمل عليه, وأن يركب, وقيل للأنثى: حقة؛ لأنها استحقت أن يضربها الفحل, قال الشاعر: [الرمل]
قرن الظهر إلى العصر كما ... تقرن الحقة بالحق الذكر
ويقال: حقاق في الجمع, فيجوز أن يكون جمع حقةٍ وحق, قال الشاعر: [الوافر]
زووها عنكم وغلت عليكم ... وأعطينا بها مائةً حقاقا
فإذا قيل: حقق فهي للإناث لا غير. قال المسيب بن علس: [الكامل]
قد نالني منه على عدمٍ ... مثل الفسيل صغارها الحقق