مردودًا إلى السماع فهو محمول عليه, وإن كان مطردًا فلا يمتنع أن يستعمل في كل الجموع الواردة على هذا النهج, فيقال: حيارى, كما يقال: غيران وغيارى, وقد كثرت فعالى في هذا النحو, قال الضبي: [الطويل]
كسالى إذا لاقيتهم غير منطقٍ ... يلهى به المكروب فهو عناء
وقوله:
فظنوا النعام عليك النخيل ... وظنوا الصوار عليك المنارا
يقول: إن عبيده ظنوا بسيطة بلدًا مسكونًا, فلما رأوا النعام على بعد مدًى ظنوا أنه نحيل, وحسبوا أن الصوار وهو القطيع من بقر الوحش منار يهتدى به. يقال: صوار وصوار وصيار, ويقال في الجمع: صيران, قال الشاعر: [البسيط]
أشبهن من بقر الخلصاء أعينها ... وهن أحسن من صيرانها صورا
يروى: صور وصور, بالكسر والضم.
ويقال: إن مرابض بقر الوحش إذا رعت الزهر فاحت لها رائحة ذكية, قال ذو الرمة: [البسيط]
إذا استهلت عليها غيبة أرجت ... مرابض العين حتى يأرج الخشب
وقال العجاج وذكر الثور الوحشي: [الرجز]
كأن ريح بيته المزبور
كأنه جعل الثور كمن زبر بيته, مأخوذ من زبر البئر, وهو طيها بالحجارة.