يقول: إذا عزم الخليط رحيلًا بكي المحب بكاءً مثل المطر؛ إلا أنه لا ينبت العشب كغيره من الأمطار؛ فالخدود يزيد محلها به. وقد قال بعض الشعراء, ويقال إنه ليموت بن المزرع:[مخلع البسيط]
كم زفرات وكم دموع ... يا عين هذا هو الفظيع
لو نبت العشب من دموعٍ ... لكان في خدي الربيع
يا قمرًا غاب عن عياني ... بالله قل لي متى الرجوع
وقوله:
كانت من الكحلاء سولي إنما ... أجلي تمثل في فؤادي سولا
أصل السول: الهمز لأنه من سألت؛ فإذا كان في حشو البيت فأنت في الهمز وتركه مخير, وإذا كان في قافية هذه القصيدة لم يجز إلا كون الهمزة واوًا لأنها مردفة, ولو وقع في قوافٍ مثل جملٍ ونجلٍ لم يجز إلا الهمز.
وفي كانت ضمير يعود على النظرة في قوله: يا نظرة نفت الرقاد, وفي الكلام حذف وهو معلوم عند السامع؛ كأنه قال: يا نظرةً نفت الرقاد ما أضرك وأبعد نفعك؛ كأنك تمثلت من أجلي. والأصل في الأجل هو المدة التي يؤخر موت الإنسان حتى تنفد.
وقوله:
تشكو روادفك المطية فوقها ... شكوى التي وجدت هواك دخيلا
روادفها: ردفها وما والاه كأنه جعلها جمع رادفةٍ أو رادفٍ وهي مآخير خلقها. يقول: هي عظيمة الجسم فالمطية تشكو ثقلها على ظهرها, وكان أبو الطيب يصف المرأة بالسمن وكثرة اللحم حتى يفرط, ومن ذلك قوله: