يقول: تشكو المطية حملك كأنها تشكو دخيلًا في قلبها من حبك.
وقوله: (١٦٤/ب):
ويغيرني جذب الزمام لقلبها ... فمها إليك كطالبٍ تقبيلا
هذا من أحسن ما قيل في الغيرة؛ لأنه زعم أن زمام هذه الناقة إذا جذب فقلبت فمها نحو الراكبة غار من ذلك؛ لأنه يظن قلبها الفم طلب تقبيلٍ, ومثل ذلك لا يظن بالنوق.
وقوله:
حدق يذم من القواتل غيرها ... بدر بن عمار بن إسماعيلا
زعم أن الممدوح يذم؛ أي يعطي الذمة من كل القواتل إلا من هذه العيون, فقد أفرط في صفة العيون بتمكنها من القتل؛ إلا أنه جعل الممدوح لا يستطيع أن يمنعهن من القتل.
وقوله:
محك إذا مطل الغريم بدينه ... جعل الحسام بما أراد كفيلا
المحك: الذي يلج في المطل, ومطالبة الشيء, ومنه قول زهير: [البسيط]
اردد يسارًا ولا تعنف عليه ولا ... تمحك بعرضك إن الغادر المحك
ويروى: ولا تمعل بعرضك إن الغادر المحك, والمعنى واحد. يقول: هذا الرجل إذا مطل الغريم بدينه جعل الحسام كفيله بقضاء الدين. وإنما يعني بالغريم من جنى جناية يجب أن يعاقب عليها؛ فجعل تأديب الجانين كالدين للممدوح يتقاضاه بالسيف, فكأن السيوف كفلاء له بما يريد.
وقوله:
نطق إذا حط الكلام لثامه ... أعطى بمنطقه القلوب عقولا
يقال: رجل نطق ونطق إذا كان بليغ المنطق حسنه. يقول: إذا هذا الممدوح حط لثامه ليتكلم للأمر والنهي؛ فإنه يعطي من يسمع كلامه عقلًا؛ لأنه ينطق بالحكمة, وما يهتدي به الضالون.
وقوله:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزمان بخيلا