للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي ضربت به وجه قرنك فجعلته كالخمار له. ويقال: فلان جيد المخبرة إذا كان خبيرًا بالشيء. والاشتمال في هذا البيت هو من شمله الشيء إذا عمه. فأما الشملة فكساء صغير لا يعم الجسد والجمع شمال, قال الراعي النميري: [الوافر]

من يك شاتيًا ويكن أخاه ... أبو الضحاك يتسج الشمالا

وقوله:

في سعة الخافقين مضطرب ... وفي بلادٍ من أختها بدل

الخافقان جانبا الهواء سميا بذلك لأن الريح تخفق فيهما؛ فكل واحد منهما مخفوق فيه, وهو مثل قولهم: ليل نائم؛ أي ينام فيه. وإذا أظهرت النون في قوله: من أختها تبينت الغريزة شيئًا في وزن البيت؛ وهو ساكن في موضع نون من, وثبات هذا الساكن هو الأصل عند الخليل, وعند سعيد بن مسعدة أن سقوطه أصل وأن ثباته فرع.

وإذا ألقيت حركة الهمزة على النون ذهب ما في البيت مما ينكره الطبع, وكانت النون كأنها ساقطة؛ لأنك لو قلت: م أختها بدل؛ فحذفت النون لاستقام الوزن. ونقل حركة الهمزة إلى ما قبلها لغة فصيحة حجازية, وقد رواها روش عن نافعٍ في مواضع كثيرة من الكتاب العزيز.

وقوله:

وفي اعتماد الأمير بدر بن عما ... رٍ عن الشغل بالورى شغل

في هذا البيت حرف ساكن يذهب الخليل إلى أن ثباته هو الأصل, ويزعم سعيد بن مسعدة أن أصله السقوط, وهو الباء من ابن؛ فإذا حذفت كان حذفها أقوم لوزن البيت في

<<  <   >  >>