أصبح مالًا كماله لذوي الـ ... حاجة لا يبتدي ولا يسل
خفف همزة يبتدي, وتخفيفها ضرورة عند قوم, وترك الهمز في مثل هذا الموضع عند آخرين قياس مطر. والمعنى: أن هذا الرجل أصبح مالًا للعفاة كما أن ماله لهم, فهم يأخذون ماله متى أرادوه لا يسألونه فيه ولا هو يبتدئهم بالعطاء؛ لأن أمره إليهم, وإذا عرضت لهم حاجة نهض فيها؛ فكأنه مال لهم يصرفونه على ما يريدون.
وقوله:
تعرف في عينه حقائقه ... كأنه بالذكاء مكتحل
يقول: هذا الممدوح إذا نظر الإنسان إلى عينه عرف حقائق أمره؛ فكأن الناظر إليه يستفيد الذكاء من عينه فيعرف خفيات أموره.
وقوله:
أشفق عند اتقاد فكرته ... عليه منها أخاف يشتعل
قد تكرر في شعر أبي الطيب مواضع تحذف فيها أن, ومنها قوله: أخاف يشتعل؛ أي أن يشتعل, وأكثر العرب يفتحون همزة أخاف, و "قيس" إذا كان الفعل الماضي على فعلت كسروا أول المضارع مع الهمزة والنون والتاء, وفتحوها مع الياء. وحكى الفراء أن بعض كلبٍ تكسر في الياء, فقيس تقول: إخاف ونخاف وتخاف ويفتحون يخاف, والكلبيون يكسرون في الحروف الأربعة. وقد قرئ بهذه اللغة في الكتاب العزيز, قرأ يحيى بن وثاب (١٦١/ب): {إن تكونوا تيلمون فإنهم يألمون كما تيلمون} , وكذلك قرأ:{فتمسكم النار} ,