وإذا جاوز الفعل الأربعة كسروا أول مستقبل إلا في الياء, وقرأ بعضهم: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}.
وقوله:
يقبلهم وجه كل سابحةٍ ... أربعها قبل طرفها تصل
هذا إسراف في المبالغة يخرج إلى الكذب الذي لا يجوز أن يكون مثله؛ ومع هذا فإن القوائم إذا وصلت قبل الطرف فقد وصف النظر بالضعف.
وقوله:
جرداء ملء الحزام مجفرةٍ ... تكون مثلي عسيبها الخصل
الجرداء: القليلة الشعر القصيرته, وذلك مما توصف به الخيل. ومجفرة: عظيمة الجنبين. والعسيب: أصل الذنب, ويحمد في الفرس قصير العسيب وطول شعر الذنب, فلذلك قال: تكون مثلي عسيبها الخصل؛ أي خصل الشعر. واستعملوا العسيب في الخيل والإبل وربما استعمل في الإنس.
وقوله:
إن أدبرت قلت لا تليل لها ... أو أقبلت قلت مالها كفل
هذا يحمد من صفات الخيل؛ لأن الفرس إذا أقبلت فرئيت مرتفعة العنق فذلك أحمد لها, وإذا ولت حمد كفلها أن يكون مشرفًا. وفي كلام ينسب إلى ابن أقيصر, وكان من أعرف العرب بالخيل, في صفة فرس: «إذا أقبل ربا وإذا أدبر حبى» , أي كأنه ينكب لارتفاع كفله.
وقوله:
سارٍ ولا قفر من مواكبه ... كأنما كل سبسبٍ جبل
يقول: قد ملأ الأرض بجيوشه فكأن السباسب جبال. والموكب: يقال للجماعة الركبان من الثلاثين إلى الأربعين ونحو ذلك, ويدل قول القطامي: [الطويل]
وقمت إلى مهريةٍ قد تعودت ... يداها ورجلاها خبيب المواكب