للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يده بالجامل, وهو جمع جملٍ على غير قياسٍ. ويقال: إبل عكنان وعكنان بسكون الكاف وتحريكها؛ أي كثير. قال الراجز: [الرجز]

إن ابنة القيسي سامت مهرا ... وعكناناً بازلًا وبكرا

وقوله:

أتمسك ما أوليته يد عاقلٍ ... وتمسك في كفرانه بعنان

هذا استفهام على معنى الإنكار. والتقدير أنه يقول: أحسنت إليه إحساناً أمسكته يده, وكان لا ينبغي أن يمسك في كفران ما صنع معه بعنانٍ. يقال: أمسك الشيء وأمسك به, وقد بين الغرض في قوله:

ثنى يده الإحسان حتى كأنها - وقد قبضت - كانت بغير بنان

يقول: ملأت يده بالإحسان حتى ثناها إلى ورائها, فكأنها لما قبضت ما وهبت لم يكن لها بنان تطبقه على الموهوب فأرسلته.

وقوله:

وعند من اليوم الوفاء لصاحب؟ ... شبيب وأوفى من ترى أخوان

قوله: وعند من اليوم الوفاء استفهام يدل على النفي؛ أي لم يبق في الناس وافٍ لمن يصحبه. وابتدأ في النصف الثاني: بشبيبٍ وجعل أوفى من ترى عطفاً عليه؛ والخبر قوله: أخوان؛ أي شبيب في الغدر وأوفى العالم سواء.

وقوله:

فما لك تختار القسي وإنما ... عن السعد يرمي دونك الثقلان

يقول: ما لك تخير القسي لترمي عنها الأعداء وعن السعد يرمي الثقلان دونك؟ يعني بالثقلين: الجن والإنس. وجاء في الحديث أنه صلى الله عليه قال: «أخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي». فالثقلان في الحديث تثنية ثقلٍ من قولهم: حط فلان ثقله؛ أي متاعه الذي يحمله؛ فأراد صلى الله عليه أن كتاب الله وعترته ثقلاه الذي يهمه حفظهما.

<<  <   >  >>