الخيل وإعمالك إياها في الحروب, فأرحها سعةً لتحل عنها لحزم. والعرب تجعل الحزام وشده كالمثل في الجد؛ فيقولون: شد حزامه لكذا, وحيزمه وحيازيمه. والحزيم: الموضع الذي يحزم. وقيل للضروع: الحيازيم؛ لأن الراكب يحزمها في بعض الأوقات. قال ذو الرمة:[البسيط]
تعتاده زفرات من تذكرها ... تكاد ترفض منهن الحيازيم
وأما قول امرئ القيس:[الكامل]
خفض إليك من الوعيد فإنني ... مما ألاقي لا أشد حزامي
أي: إني لا أحفل بمن يوعدني إذ كنت كثير اللقاء للأعداء؛ فهذا وجه. ويحتمل وجهًا آخر, وهو أن يريد أن حزامه أبدًا مشدود فهو لا يشده لأنه لا يزال متأهبًا للحرب.
وقوله:(١٩٢/ب)
فإن طال أعمار الرماح بهدنةٍ ... فإن الذي يعمرن عندك عام
يقول: إن طالت أعمار الرماح عندك لهدنةٍ تقع بينك وبين العدو - والهدنة من الهدون, وهو السكون - فإن الذي تعمر الأرماح عام لا غير؛ لأنك لا ترى المهادنة أكثر من السنة الواحدة. وجعل للرماح أعمارًا وهي المدة التي تسلم فيها من الحطم والانكسار.
وقوله:
متى عاود الجالون عاودت أرضهم ... وفيها رقاب للسيوف وهام
يقال: جلا القوم عن منازلهم, جلا إذا خرجوا. وقال قوم: جلوا إذا خرجوا وهم كارهون, وجلوا إذا خرجوا منها وهم مختارون. يقول: إذا عاود الجالون بلادهم عاودتها, وقد نشأت فيها رقاب وهام؛ لأنهم جلو بأطفالٍ وعاودوا والطفل قد ارتفع عن الطفولية, وقد بين الشعر الغرض بقوله: