ولبيك: كلمة مثناة مأخوذة من قولهم: لب الشيء, وألب به إذا لزمه. فهذا مذهب سيبويه. وكان يونس يذهب إلى أن ياء لبيك منقلبة من ألف, يذهب إلى أنها جارية مجرى على وإلى, تقول: على لان وإلى فلان, فإذا جئت بالمضمر قلت: عليك وإليك وأنشد سيبويه: [المتقارب]
دعوت لما نابني مسورًا ... فلبي فلبي يدي مسور
وكأنه يريد بهذا قول يونس؛ لأنه لو كان كما زعم لوجب أن يقول فلبا يدي مسور بألف. وحسبي كلمة معناها الكفاية. ويقال: حسبي الله, أي: كافي, وحسبي هذا الشيء أي قد كفاني. وهذه المنصوبات التي في البيت كقوله: مسؤولًا وواعيًا, الأحسن أن تكون منصوبة على التمييز, ولا يمتنع نصبها على الحال وقوله:
أهذا جزاء الصدق إن كنت صادقًا ... أهذا جزاء الكذب إن كنت كاذبا
هذا بيت فيه عتب شديد على سيف الدولة. يقول: أهذا الفعل الذي فعلت بي من الإبعاد والإخافة جزاء مدحي لك. فإن كنت صادقًا فما يجب أن تجازيني على صدقي بقبيحٍ, وإن كنت كاذبًا فإكرامي يجب أكثر مما يجب على الصدق؛ لأني تقولت لك من المكارم ما ليس فيك.