وقوله:
لولا ظباء عدي ما شقيت بهم ... ولا بربرهم لولا جآذره
قد كثر كناية العرب بالظباء عن النساء, وأصل ذلك التشبيه, ثم حذفت الآلة. والربرب القطيع من بقر الوحش. وجآذره أولاده, والواحد جؤذر وجؤذر, ويقال: إن أصله ليس بعربي فأما تردده في الشعر فكثير, قال ذو الرمة: [الطويل]
وتحت العوالي والظبا مستظلةً ... ظباء أعارتها العيون الجآذر
وقال ابن أبي ربيعة: [الطويل]
وترنو بعينيها إلى كما رنا ... إلى ظبيةٍ وسط الخميلة جؤذر
وقوله:
من كل أحور في أنيابه شنب ... خمر مخامرها مسك تخامره
أصل الحور: البياض. ومن ذلك اشتق الحوارى من الطعام, وقيل لنساء الأنصار: حواريات لبياضهن. وقيل للقصارين حواريون؛ لأنهم يحورون الثياب أي يبيضونها. وقال بعض المتقدمين الحور: نقاء بياض العين وشدة سواد سوادها.
وقال بعضهم: الحور لا يكون في بني آدم, وإنما يكون في الوحوش, وهو أن تكون العين كلها سوداء, وإنما وصفت النساء بذلك على التشبيه والمبالغة.
وقال قوم: الحور سعة العين وعظم المقلة. ومخامرها؛ أي: مخالطها. ومسك يجوز أن يكون رفعًا بفعله وهو مخامرته إياها, ويجوز أن يكون مخامرها ابتداءً, ومسك خبره.
وقوله:
نعجٍ محاجره دعجٍ نواظره ... حمرٍ غفائره سودٍ غدائره
النعج بياض يضرب إلى الحمرة, قال ذو الرمة: [البسيط]
بيضاء في دعجٍ صفراء في نعجٍ ... كأنها فضة قد مسها ذهب