للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعموم في هذا أحسن من الخصوص لأن أعمار أهل هذا العصر إذا قيست إلى القدم بطول الآباد فإنها كالشيء الحقير المتناهي في القصر.

وقوله:

ودهر ناسه ناس صغار ... وإن كانت لهم جثث ضخام

(٢٠٤/أ) واحد الضخام: ضخم, وأصل الضخامة أن تستعمل في الجسم, ثم استعير ذلك في الخلق والحسب. قال كثير: [الطويل]

منعمة لم يغذها بؤس عيشةٍ ... وفي الحسب الضخم الرفيع نجارها

وقال الراجز: [الرجز]

ضخم يحب الخلق الأضخما

وقوله:

وما أنا منهم بالعيش فيهم ... ولكن معدن الذهب الرغام

زعم أنه ليس من هذا العالم لكونه فيهم, وإنما مثله مثل الذهب معدنه في الرغام وليس هو منه. والمعدن من قولهم: عدن بالمكان إذا أقام به, ومنها اشتقاق جنات عدنٍ, أي إقامةٍ, ومن هذا سمي الرجل: عدنان.

وقوله:

أرانب غير أنهم ملوك ... مفتحة عيونهم نيام

الأرانب تنام وعيناها مفتحتان. وشبه الناس بالأرانب لأن عيونهم مفتحة, وكأنهم مع ذلك نيام, ولم يرد النوم الذي هو ضد اليقظة, وإنما أراد أنهم بله لا يفطنون لما هم فيه. والعرب تمدح بقلة النوم وتذم إذا ألف الرجل ذلك. قال الطرماح: [الطويل]

<<  <   >  >>