الصفة في قوله: [الكامل]
وكأنها مصغٍ لتسمعه ... بعض الحديث بأذنه وقر
وقوله:
فتى كالسحاب الجون تخشى وترتجى ... يرجى الحيا منها وتخشى الصواعق
الأحسن في تخشى وترتجى أن تروى بالياء, يعني الممدوح, وقد تردد القول في أن الجمع إذا كان بينه وبين واحده الهاء جاز تذكيره وتأنيثه وحلمه على الواحد وعلى الجمع, وفي الكتاب العزيز: {وينشئ السحاب الثقال} , فهذا على التأنيث, وحمل الكلمة على الجمع, ولو أنه في غير القرآن لجاز: وينشئ السحاب الثقيل, وإذا رويت الجون, بضم الجيم, فهو جمع جونٍ, والجون هاهنا السود, ويدل على ضم الجيم قوله: يرجى الحيا منها, والحيا المطر العام, والجون يقع على الألوان كلها, فأما قول الراجز: [الرجز]
غير يا بنت الحليس لوني ... كر الليالي واختلاف الجون
وسفر كان قليل الأون
فيجوز أن يكون الجون هاهنا الليل, ويجوز أن يكون النهار, ولعل الراجز أرادهما جميعًا.
وقوله:
إذا الهندوانيات بالهام والطلى ... فهن مداريها وهن المخانق
يقال: سيف هندي على القياس؛ لأنه نسب إلى الهند, وسيف هنداوني, وهندكي على غير قياس. والطلى: جمع طليةٍ, وهي صفحة العنق ويقال لها: طلاة أيضًا, قال الأعشى: [الطويل]
متى تسق من أنيابها بعد هجعةٍ ... من الليل شربًا حين مالت طلاتها
والمداري: جمع مدرى, وأصله شيء تتخذه المرأة تستعين به على تسريح شعرها, ومنه قول سحيمٍ: [الطويل]