وقوله:
واغتفار لو غير السخط منه ... جعلت هامهم نعال النعال
عطف اغتفارًا على قوله: قلة الأشكال وما قبله. والاغتفار: الافتعال من غفر الذنب؛ أي لو غير السخط اغتفارك لجعلت هام أعاديك نعالًا لنعال خيلك.
وقوله:
لجيادٍ يدخلن في الحرب أعرا ... ءً ويخرجن من دمٍ في جلال
أعراء جمع عريٍ. وقوله: يدخلن في الحرب أعراء؛ أي إنك لا توقي خيلك كما يفعل مشاهد الحروب؛ لأنهم يلبسون الخيل التجافيف, ويجتهدون في حمايتها من الرماح والسيوف والنبل. وقد استعملت العرب التجافيف في الشعر القديم, قال المسيب بن علس: [الطويل]
خلوا سبيل بكرنا إن بكرنا ... يجب سنام الأكلف المتماحل
هو الفيل يمشي خارجًا وسط عرعرٍ ... بتجفافه كأنه في سراول
ويقال: فرس مجفف إذا جعل عليه التجفاف, قال عبيد الله بن قيس الرقيات: [الوافر]
كأن مجففات الخيل فيه ... إذا مرت برازيقًا فيول
البرازيق: الجماعات من الناس, وهي في غير هذا الموضع من الفرسان.
وقوله:
واستعار الحديد لونًا وألقى ... لونه في ذوائب الأطفال
يقول: احمر الحديد بالدم فكأنه استعار لونًا غير لونه, وكأنه ألقى لونه في ذوائب الأطفال أي الشيب؛ لأن السيوف توصف بالبياض, وكذلك الشيب, ولهذا الوجه قال أبو عبادة: [الطويل]
وددت بياض السيف يوم لقينني ... مكان بياض الشيب لاح بمفرقي
وقافيتها من المتواتر.