لو حذف ذا لكان موازنًا لشعر العرب المستعمل ولكنه زادها ليكون به البيت على منهاج الأبيات التي قبله والنرجس أعجمي معرب (١٦/أ) وقد حكي بكسر النون. والفتح الوجه.
وقوله:
طاعن الفرسان في الأحداق شزرًا ... وعجاج الحرب للشمس نقاب
يقال: طعنه شزرًا؛ أي: عن اليمين والشمال, والعجاج: الغبار. يقال: عجاج وعجاجة. يقال: عجت العجاجة تعج, وينشد لرجلٍ من فهم بن عمرو بن عدوان, وقد روي للشنفرى:[الطويل]
فإني زعيم أن تعج عجاجة ... على ذي كساءٍ من سلامان أو برد
وقوله:
ليس بالمنكر أن برزت سبقًا ... غير مدفوعٍ عن السبق العراب
العراب: كأنه جمع عريب, ولم يرو أنهم قالوا: فرس عريب, ولكنهم جمعوه على هذا التقدير, كما قالوا: رجل حسان, ولم يعلم أنها قالوا: رجل حسين, وكان القياس أن يقولوه؛ لأن ماضيه حسن, فكان ينبغي أن يقال: حسن فهو حسين كما قالوا: كرم فهو كريم, وظرف فهو ظريف, وقد حكي حسين حكايةً شاذةً. وفعيل مطرد في هذا الباب.
وقوله: غير مدفوعٍ, الأجود لو أن الكلام منثور أن يقال: غير مدفوعةٍ؛ لأن «العراب» في تقدير مبتدأ, وغير مدفوع خبر مقدم. فلو قال قائل: العراب غير مدفوع عن السبق لم يكن ذلك بوجه الكلام إلا أن يحمل على قول الراجز: