للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان البيت مصرعًا, ولم يتم المعنى في النصف الأول, فهو جارٍ مجرى التضمين, وأكثر ما تجيء الأنصاف المصرعة تامة في المعنى, كقوله: [الكامل]

أمن آل مية رائح أو مغتد

وقول الحادرة: [الكامل]

بكرت سمية غدوةً فتمتع

وقوله: إن الأدمع لم يتم به الكلام فاحتاج إلى أن يلحق الألف للترنم, والكلام غير تام فدخل ذلك في جملة التضمين. وتطسن من قولهم: وطس الحجر إذا كسرها. واليرمع: حجارة بيض رقاق تنفت باليد, ومن الأمثال القديمة: «كفا مطلقةٍ تفت اليرمعا» يضرب ذلك مثلًا للرجل النادم على الشيء فعله, فهو يعبث بيده, رواه الأصمعني: كفا مطلقةٍ, ورواه أبو عبيدة: يدا مطلقة, قال الشاعر: [الكامل]

وكأنهم أجادل وكأنه ... خذروف يرمعةٍ بكف غلام

وقوله:

فاعرفن من حملت عليكن النوى ... وامشين هونًا في الأزمة خضعا

خاطب الركائب, وقد علم أنها لا تفهم, وأمرها بان تعرف أن من فوقها من لظعائن لهن كرم وموضع ليس لغيرهن, فيبنغي أن تقابلنهن بالإكرام, وتمشين هونًا؛ أي: مشيًا رويدًا سهلًا, ومنه قولهم: الهوينى للشيء الهين, ويقولون: فلان يستوطئ الهوينى, أي لا يشق على نفسه في الأمور, وهو عندهم عيب, والهوينى اسم مصغر لا يستعملون تكبيره,

<<  <   >  >>