ومكبره: الهونى, ولا يكادون ينطقون به, قال النابغة: [الوافر]
يقدن مع امرئٍ يدع الهوينى ... ويعمد للملمات العظام
ومخاطبة الركائب والديار شيء اصطلحت عليه الشعراء كما اصطلحت على الكذب والإسراف في الصفات. والركائب: جمع ركوبةٍ, وهو ما ركب, ويقولون: ركوب القوم وركبوتهم, فيجوز أن يقع الركوب على الواحد والجمع, وكذلك الركوبة, وفي كتاب الله سبحانه: {فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} وقد قرئ: ركوبتهم.
وقوله:
حتى كأن لكل عظمٍ رنةً ... في جلده ولكل عرقٍ مدمعا
الرنة: كأنها جارية على قولهم في الماضي: رن رنةً, كما يقولون: أنه أنةً, وحن حنةً, وقد حكي: {ن وأرن؛ إلا أن أرن أكثر, وكان بعض أهل اللغة ينكر: رن, والإرنان: صوت شديد, يقال: أرن الحمار على أتنه, وأرن الطائر على الشجرة إذا رفع صوته. والهاء في جلده عائدة على العظم.
وقوله:
وكفى بمن فضح الجداية فاضحًا ... لمحبه وبمصرعي ذا مصرعا
الجداية: ولد الظبي إذا بلغ ستة أشهرٍ, يقع على الذكر والأنثى, ويقال: جداية, بفتح الجيم, وهو أفصح, وجداية, بالكسر, وقال قوم: الجداية: الذكر من أولادها؛ يذهبون إلى أنه في الظباء مثل الجدي في المعز. قال الراجز: [الرجز]
لأصبحت حمل بن كوز ... علالةً من وكروى أبوز
تريح بعد النفس المحفوز ... إراحة الجداية النفوز