بله يعبر عنها المتقدمون بأنها في معنى دع وكيف وغير, ويحكون أنها ينصب ما بعدها ويخفض, وذكرها بعض المتقدمين في حروف الاستثناء, فإذا نصبت فهي اسم للفعل تجري مجرى رويد, ويجوز أن يكون اشتقاقها من بله عن الشيء يبله إذا غفل عنه, وإذا خفضت فهي كالمصدر أضيف إلى ما بعده. قال ابن هرمة:[البسيط]
تمشي القطوف إذا غنى الحداة لها ... مشي النجيبة بله الجلة النجبا
وقال أبو دؤاد:[الوافر]
فدت نفسي وراحلتي ورحلي ... نجادك بله ما تحت النجاد
أي دع ما تحت النجاد, وكيف ما تحت النجاد. وحكي عن أبي علي الفارسي أنه ذكر رفع ما بعد بله, وأنشد على ذلك قول الأنصاري:[الكامل]
تذر الجماجم ضاحيًا هاماتها ... بله الأكف كأنها لم تخلق
فإن صحت هذه الحكاية وجب أن يكون بله في معنى بله من قولهم: بله الرجل يبله, وسكنت اللام على اللغة الربعية؛ لأن ربيعة تسكن الحرف الثاني من الثلاثي إذا كان