مكسورًا أو مضمومًا ويجرون الفعل والاسم في ذلك مجرًى واحدًا, قال الأخطل: [الطويل]
فإن أهجه يضجر كما ضجر بازل ... من البزل دبرت صفحتاه وكاهله
يريد ضجر ودبرت, وقالوا: بقي في معنى بقي, قال الراجز: [الرجز]
من كل حمراء شروبٍ للصرا ... ما بقي منه في الحياض أكدرا
فتكون الأكف مرفوعةً بفعلها, ويكون المعنى: بله القوم عن الأكف, وينقل البله إليها, كما قيل: ليل نائم؛ أي: ينام فيه, وقد نام الليل.
وقوله:
سأطلب حقي بالقنا ومشايخٍ ... كأنهم من طول ما التثموا مرد
المشايخ: جمع مشيخةً, وهي جماعة الشيوخ, وكأن المشيخة في الأصل مصدر, كأن المراد قوم ذوو مشيخة؛ أي: شيخوخة, أو يكونون جعلوا كالموضع لتلك الحال. وكان ابن دريد يذهب إلى أن المشيخة كلمة ليست بفصيحة, وقد جاء في كلام الفراء سمعنا المشيخة, وحدثتنا المشيخة, والفراء أقرب إلى زمان الفصاحة من ابن دريد, ولا يجوز همز مشايخ؛ لأن الياء أصلية, وهي متحركة في الواحد.
وبعض الناس يذهب إلى أن المعنى أن هؤلاء المشايخ كأنهم من طول تلثمهم مرد لا لحى لهم؛ لأن لحاهم مستورة باللثم, فهذا قول حسن, ويجوز أن يذهب ذاهب إلى أن طول التلثم قد حص شعر لحاهم كما قال أبو قيس بن الأسلت (٤٩/ب): [السريع]