ويك: كلمة يختلف في تفسيرها, وكان الخليل يذهب إلى أنها وي في معنى التعجب من الشيء والإنكار له, فقيل بعده كأنه كذا وكذا. وفي الكتاب العزيز: {ويكأنه لا يفلح الكافرون}.
وكان أبو زيد يحكي عن العرب أن ويك في معنى ألم تعلم وألم تر, ويفسر الآية على معنى ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون, وألم تر. وقال قوم: هي كلمة موضوعة للتعجب وقل ما تجيء في الكلام الفصيح إلا وبعدها أن المخففة أو المثقلة, وقد استعملها أبو الطيب على غير ذلك, إلا أن عنترة قال: [الكامل]
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قول الفوارس ويك عنتر أقدم
ويحكى عن الفراء أنه يذهب إلى المراد بها ويلك فحذفت اللام, وهذا قول يبعد, ويلزمه فيه أن تكون أن بعدها مكسورة, (٢٩/ب) , لأنا لو قلنا للرجل: ويلك إن السلطان يطلبك, وويلك إن فعلك مذموم, لكان الوجه كسر إن, ولابد لمن ذهب مذهب الراء أن يضمر فعلًا يوجب فتح أن, كأنه لما كان المعنى ويلك كان كأنه قال: احذر أن فعلك مذموم فيفتح أن, إما لأنها وما بعدها من الكلام في معنى المصدر, وقد وقعت موقع المفعول كأنه قال: احذر ذمك.
ويجوز أن تجعل وما بعدها في موضع المفعول له, كأنه قال: احذر لأن فعلك مذموم؛ أي: من أجل ذلك. وقال زيد بن عمرو بن نفيلٍ: [الخفيف]
سالتاني الطلاق أن رأتاني ... قل مالي قد جئتماني بنكر
ويك أن من يكن له نشب يحـ ... ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر