يقول: إن النوم سرى عني لأني سهرت في سراي إلى هذا الممدوح الذي صنائعه سارية إلى كل نائم.
وقوله:
وفارقت شر الأرض أهلًا وتربةً ... بها علوي جده غير هاشم
الأجود أن تكون الهاء في بها راجعةً إلى تربةٍ, وتكون الجملة في موضع نعتٍ لها. وقوله: بها علوي أقر له بالعلوية, ثم نفاه عن هاشمٍ أن هذا المذكور ينتسب إلى علي بدعواه, وليس هو من ولده. وهاشم بن عبد مناف واسمه عمرو, يقال إنه سمي هاشمًا لأن قومه أصابهم جدب فهشم لهم الثريد. وأصل الهشم أن يكون في الشيء اليابس مثل قولهم: هشم الشجرة؛ إلا أن الشاعر استعمله في الثريد, وهذا الشعر ينسب إلى عبدالله بن الزبعرى, وهو:[الكامل]
كانت قريش بيضةً فتفلقت ... فالمخ خالصه لعبد مناف
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
وقوله:
بلى الله حساد الأمير بحلمه ... وأجلسه منهم مكان العمائم
هذا البيت إن لم يوصل بما بعده احتمل أن يكون إخبارًا أو دعاءً؛ وكونه إخبارًا أبلغ في المدح؛ لأنه يخبر بشيء قد وقع وكان. (١٩٧/أ) والدعاء بالشيء يدل على أنه لم يكن بعد, ومما يدل على أنه دعاء مجيء الفاء في قوله:
فإن لهم في سرعة الموت راحةً ... وإن لهم في العيش حز الغلاصم