للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمته على الأعداء من كل جانبٍ ... سيوف بني طفج بن جف القماقم

طفج: اسم أعجمي, وقد استعملته الشعراء المحدثون بتشديد الجيم وتخفيفها, يقولون: طفج وطفج, وقد مضى القول في أن العرب تجترئ على تغيير الكلام الأعجمي, وليس في العربية «الطغج» فيكون اشتقاقه موافقًا لطغج. فأما جف فأعجمي إلا أنه وافق من كلام العرب ما اشتق من الجيم والفاء المشددة نحو: جف يجف ونحوه.

وقوله:

هم المحسنون الكر في حومة الوغى ... وأحسن منه كرهم في المكارم

الكر: رجوع بعد انصراف, فيقال للرجل إذا لقي القوم في الحرب ولم يكن لقيهم قبل ذلك: حمل عليهم, فإذا انصرف ثم رجع قيل: كر, ولذلك قال امرؤ القيس: [الطويل]

مكر مفر مقبلٍ مدبرٍ معًا ... كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل

وقال عامر بن الطفيل: [الطويل]

أكر عليهم دعلجًا ولبانه ... إذا ما اشتكى وقع الرماح تحمما

استحسن الشاعر كرهم في الحرب وفضل عليه في الحسن كرهم في المكارم.

وقوله:

حييون إلا أنهم في نزالهم ... أقل حياءً من شغار الصوارم

هذا لفظ يستحسن في صناعة النظم وليس له صحة في الحقيقة؛ وإنما يقال: هذا أفعل من هذا إذا فضل أحد الشيئين على الآخر, وفي كل واحد منهما شيء من تلك الفضيلة, فإذا قلت: زيد أكرم من عمرو فقد فضلت زيدًا ولم تخل عمرًا من الكرم. وقوله: أقل حياءً قد حكم على أن في السيوف حياءً إلا أنه قليل, والسيف لا يوصف بهذه الصفة إلا أنه سائغ في الشعر.

وقوله:

سرى النوم عني في سراي إلى الذي ... صنائعه تسري إلى كل نائم

<<  <   >  >>