فلست لإنسي ولكن لملأكٍ ... تنزل من جو السماء يصوب
وقالوا في الجمع: ملائكة فجاؤوا بالهمزة, وقالوا للرسالة: مألكة. وقولهم: الملائكة على أن مألكةً كالمقلوبة من ملؤكةٍ. يقال: مألكة ومألك؛ فقيل: مألك جمع وقيل واحدة, وقالوا في الجمع مآلك, فدل ذلك على أن الأصل ألك, وقالوا في الأمر: ألكني إلى القوم رسالةً وكأنهم يريدون: ألئك لي؛ فألقوا حركة الهمزة على اللام, قال الشاعر: [الطويل]
ألكني إلى قومي السلام رسالةً ... بآية ما كانوا ضعافًا ولا عزلا
وقوله:
ولحتفٍ في العز يدنو محب ... ولعمرٍ يطول في الذل قال
يريد: وهو لحتف في العز محب, ولعمرٍ في الذل قال, عطف هو المضمرة على قوله: فهو أمضى, وكذلك في قوله: ولعمرٍ, أي: وهو لعمر في الذل قالٍ, والقلى: البغض.
وقوله:
نحن ركب ملجن في زي ناسٍ ... فوق طيرٍ لها شخوص الجمال
العرب إذا أرادوا المبالغة في صفة الإنس شبهوهم بالجن, قال الشاعر: [الوافر]
خيلٍ كالقداح مضمراتٍ ... عليها معشر أشباه جن
يقول: نحن ركب من الجن في زي ناسٍ, وركبانا طير لها شخوص جمالٍ.
وقوله:
من بنات الجديل تمشي بنا في الـ ... بيد مشي الأيام في الآجال
الجديل: فحل من فحول الإبل تنسب إليه, فيقال: فحل جدلي, ويقال إنه كان لمهرة