ويروى: قطننة, ويجوز أن يكون التشديد استعمله الراجز للضرورة؛ فأما قول لبيد:[الكامل]
شاقتك ظعن الحي يوم تحملوا ... فتكنسوا قطنًا تصر خيامها
فيقال: أراد تكنسوا قطنًا, أي جعلوا ثيابًا من قطنٍ لهم مثل الكنس جمع كناسٍ, وهو حيث تكون الظبية والبقرة الوحشية. وقيل القطن: جمع قطينٍ وهم أهل الدار. وقيل القطن: جمع قطانٍ وهو جانب الهودج.
وقوله:
ويجهل أني مالك الأرض معسر ... وأني على ظهر السماكين راجل
نصب مالك الأرض على الحال؛ كأنه قال: يجهل هذا الرجل أني في حال ملكي الأرض معسر؛ لأن همتي وعظمها توهمني أني إذا ملكت الأرض فقير. والأحسن أن يكون العامل في مالك الأرض فعلًا مضمرًا هو كنت التي تكتفي باسم واحد, وكذلك يقولون في قول الشاعر:[الطويل]
ألم تر أني واردًا بعد سبعةٍ ... لأعمى وأني صادرًا لبصير
أراد: أني إذا كنت واردًا أي في حال ورودي. وكنت في معنى وقعت وحصلت.
ومالك الأرض نكرة لأنه في معنى الحال. واسم الفاعل إذا كان نكرةً لم يتعرف بالإضافة إلى المعرفة لأن معناه التنوين كأنه قال: أني مالكًا للأرض. ويجوز أن يكون العامل في مالك الأرض قوله: معسر لأن معسرًا اسم فاعل, واسم الفاعل يعمل عمل الفعل إذا كان في معنى الحال أو الاستقبال.
وقوله:
ومازلت طودًا لا تزول مناكبي ... إلى أن بدت للضيم في زلازل
الطود: الجبل. يقال: طود في الأرض إذا جول فيها, وكأنه مأخوذ من الأطواد أي الجبال؛ لأنه إذا سار في الأرض مر بأطوادها, وبعضهم ينشد هذا البيت:[الوافر]