للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الراجز: [الرجز]

كأن فوق متنه مسرى دبا ... فردٍ سرى فوق نقًا غب صبا

كأنه عني مدب جرادةٍ صغيرة أول ما تخرج من السر أي بيض الجراد. يقول: سيفي يريك احمرار الموت في مدرج النمل. ويجوز أن يقول: إنك إذا نظرت إلى مدرج النمل فيه أراك احمرار الموت وإن لم تكن ثم حمرة. ويحتمل أن يعني أنه قد جرح فصار الدم في مدرج النمل.

أمط عنك تشبيهي بما وكأنه ... فما أحد فوقي ولا أحد مثلي

أمط في معنى: أزل, يقول: أمط عنك تشبيهي بأن يقول: كأنه الأسد, وكأنما هو الليث؛ أي إني فرد لا يشابهني شيء من الأشياء.

وقوله:

وذرني وإياه وطرفي وذابلي ... نكن واحدًا يلقى الردى وانظرن فعلي

(١٧٢/أ) الهاء في إياه راجعة إلى النصل المذكور في البيت الأول. يقول: ذرني وسيفي وطرفي ورمحي نتعاون على ما أريد؛ فنكون كالواحد؛ أي إن الطرف أصرفه كيف شئت لاقتداري على ذلك, والسيف والرمح لا يخالفاني فيما أريد؛ فكأنني وهذه الأشياء واحد. وقله: ذرني كلمة شاذة استعملت في الأمر والمستقبل فقيل: هو يذر كذا وكذا. وقالوا في الأمر: ذرني للواحد, وذراني للاثنين, وذروني للجميع, وذريني للمرأة, قال ابن الدمينة: [الطويل]

خليلي كفا الألسن العوج واعلما ... من العلم ألا هل بي فذراني

<<  <   >  >>